عماد الدين أديب: إيران تتفاوض مع أميركا من موقف ضعف وخياراتها محدودة

في حلقة من برنامج رادار، يقدم الإعلامي والمحلل السياسي عماد الدين أديب تحليلاً معمقاً حول المفاوضات الإيرانية الأمريكية، مشدداً على أن طهران تجلس إلى طاولة الحوار من موقع ضعف، وأن خياراتها محدودة في ظل الظروف الراهنة.

يستند أديب في تحليله إلى عدة عوامل رئيسية، أولها الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران، والذي يعاني من تداعيات العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. يوضح أن هذه العقوبات أثرت بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين، وزادت من معدلات البطالة والتضخم، مما خلق ضغطاً داخلياً كبيراً على النظام الإيراني.

بالإضافة إلى ذلك، يشير أديب إلى التغيرات الإقليمية والدولية التي طرأت في السنوات الأخيرة، والتي ساهمت في تقويض نفوذ إيران الإقليمي. يرى أن التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، والجهود المبذولة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين دول المنطقة، قد قلصت من هامش المناورة المتاح لإيران.

كما يوضح أديب أن البرنامج النووي الإيراني يمثل ورقة ضغط رئيسية في يد طهران، إلا أنها في الوقت ذاته تشكل تهديداً متزايداً للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. يرى أن هذا التهديد يدفع أمريكا إلى التمسك بموقف متشدد في المفاوضات، ويحد من قدرة إيران على تحقيق مكاسب كبيرة.

ويرى أديب أن إيران تسعى من خلال هذه المفاوضات إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها رفع العقوبات الاقتصادية، والحفاظ على برنامجها النووي، وتأمين مصالحها الإقليمية. إلا أنه يعتقد أن تحقيق هذه الأهداف سيكون صعباً في ظل الظروف الراهنة، وأن إيران قد تضطر إلى تقديم تنازلات كبيرة للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.

في الختام، يقدم عماد الدين أديب تحليلاً متشائماً حول مستقبل المفاوضات الإيرانية الأمريكية، مشيراً إلى أن الطريق إلى اتفاق نهائي لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات. ويؤكد أن نجاح هذه المفاوضات يتوقف على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة، والتوصل إلى حلول وسط ترضي جميع الأطراف.